مدونــة البحـــر

السبت، ١٤ فبراير ٢٠٠٩

ذكرى محبوب 3 .. و تعاون حنفي وشافعي

ذكرى محبوب 1 .. و الرد المؤثر
.
ذكرى محبوب 2 .. و ضحك الله الليلة
.
.
بعد تعيين الإمام البنا في مدينة الإسماعيلية "مُدرساً" ، انتقل إليها لتسلم العمل في المدرسة ، وبعد استقراره في المدينة ، اتجه مباشرة إلى الدعوة إلى الله ، بدون توقف أو انتظار ، برغم انه عمره حينئذ لم يكن قد تجاوز الثانية والعشرين عاماً

كانت مساجد الإسماعيلية تعج بالخلافات والاختلافات بين المذاهب الفقيهة المتعددة ، لذا فكـر الإمام البنا في مكان آخر يبدأ منه دعوة الناس إلى الله والى العودة إلى دين الإسلام قولاً وعملاً وتطبيقا

في ذلك الوقت طرأت على ذهنه فكرة كان قد نفذها مسبقاً مع إخوانه الطلاب أيام الدراسة ، وهي دعوة الناس الجالسين على "القهاوي" ، وكانت وجهه نظر الإمام في هذا الأمر "أن مرتادي هذه الأماكن من اكثر الناس استعدادا لسماع العظات من أي أناس آخرين ، حتى جمهور المسجد نفسه" ، لان هذا شيء طريف وجديد عليهم ، والعبرة بحسن اختيار الموضوع ، فلا نتعرض لما يحرج شعورهم ، وان تكون طريقة العرض شيقة جذابة ، و ألا نطيل عليهم في الوقت

و كان الأمام البنا قد نفذ هذه الفكرة سابقاً ، وكانت النتيجة مدهشة ، فقد كان السامعين ينصتون في إصغاء ، ويستمعون في شوق ، وكان أصحاب المقاهي ينظرون بغرابة أول الأمر ، ثم يطلبون المزيد منه بعد ذلك ، وكانوا يقسمون عليهم بعد الخطبة أن يشربوا شيئاً أو يطلبوا طلبات ، فكان الإمام البنا و إخوانه يعتذر لهم بضيق الوقت ، وانهم نذروا هذا الوقت لله ، ولا نريد أن نضيعه في شيء آخر ، وقد كان لهذه اللفتة المتعففة اثر جميل في نفوس المدعوين


كان لهذا المسلك أثراً كبيراً في الجمهور الإسماعيلي ، وبعد تجمع أعداد كبيرة منهم ، من حديثي العهد بالتعبد ، اقترحوا أن ينتقلوا إلى أحد "الزوايا" ليتدارسوا أحكام الإسلام والشريعة وأوامرها ونواهيها

وبعد فترة من الزمن بدأت مسائل الخلافات الفقهية تتجدد وتطرح نفسها من جديد ، ففكر الإمام البنا في موقف عملي يوضح لهم المقصد من وجود هذه الخلافات وكيفية التعامل معها

يقول الإمام البنا في كتابه "مذكرات الدعوة والداعية" .. صفحة 62


"""
واذكر أنى ضربت لهم مثلاً عملياً ، فقلت لهم : أيكم حنفي المذهب ؟؟ فجاءني أحدهم ، فقلت : وأيكم شافعي المذهب ؟؟ فتقدم أخر

فقلت لهم : سأصلى إماماً بهذين الأخوين ، فكيف ستصنع في قراءة الفاتحة أيها الحنفي؟؟
فقال : اسكت ولا أقرا

فقلت : و أنت يا شافعي ماذا تصنع ؟؟ فقال : لابد أن أقرا

فقلت : و إذا انتهينا من الصلاة ، فما رأيك يا أيها الشافعي في صلاة أخوك الحنفي؟؟
فقال : باطلة ، لأنه لم يقرأ الفاتحة ، وهي ركن من أركان الصلاة

فقلت : فما رأيك أنت أيها الحنفي في صلاة أخوك الشافعي؟؟
فقال : لقد أتى بمكروه تحريماً ، لان قراءة المأموم للفاتحة مكروهة تحريماً

فقلت : هل ينكر أحدكما على الآخر؟؟
فقالا : لا

فقلت : للمجتمعين هل تنكرون على أحدهما؟؟
فقالوا : لا


فقلت : يا سبحان الله ، يسعكم السكوت في مثل هذا ، وهو أمر بطلان الصلاة أو صحتها ، ولا يسعكم أن تتسامحوا مع المصلي إذا قال في التشهد : اللهم صل على محمد أو اللهم صل على سيدنا محمد ، وتجعلون من ذلك خلافاً تقوم له الدنيا ولا تقعد

وقد كان لمثل هذا الأسلوب آثره ، فاخذوا يعيدون النظر في موقف بعضهم من بعض ، وعلموا أن دين الله أوسع وايسر من أن يتحكم فيه عقل فرد أو جماعة ، و إنما مرد كل شيء إلى الله ورسوله وجماعه المسلمين و أمامهم
"""

أسكنك الله الفردوس الأعلى يا إمام ، يا صاحب القول المشهور والذي يستحق أن يكتب بماء الذهب

"نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه"

"نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه"

"نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه"

*****
سؤال على الهامش
بعد نهاية سلسلة "ذكرى محبوب" .. هل يا ترى استفدت منها شيئاً وما مقدار هذه الاستفادة؟؟؟

posted by أحمد سعيد بسيوني at ١:١٩ ص

10 Comments:

جزاك الله خيرا موضوع مفيد ولعلك تشجعنا بالفعل لنقرا اكثر عن هذا الامام الذي قتل غدرا بعد ان فشلوا في تثنيته عن هدفه والذي لا تزال تغتال سيرته وكلماته وتحظر دعوته ويمنع الاشاره اليه في الاعلام بكل اشكاله0 لكن ايه الله ان تنتشر دعوته في كافه انحاء الدنيا كما لوكان حيا واكثر فمن يصدق الله يصدقه والله غالب علي امره

١٤ فبراير ٢٠٠٩ في ٢:١٠ ص  

السلا عليكم
جوزيت الجنة,
عجبتني أوي الجملة دي
وعلموا أن دين الله أوسع وايسر من أن يتحكم فيه عقل فرد أو جماعة ، و إنما مرد كل شيء إلى الله ورسوله..
*******
نفع الله بك,
السلسلة كلها فوايد وعلى الاقل نتعلم منها
*حرص المسلمين على دينهم.
*بذل المال والنفس في سبيل الله والتضحية في سبيله.
*التعاون والترابط.
*فائدة التخطيط.
*الاصرار والعزيمة في الحق.
*الدعوة والعمل على اتساعها.
*التبسط مع الناس وحسن الخلق.
*عدم التعصب لجماعة ومذهب معين مادمنا جميعا نسعى لتحقيق نفس الهدف الا وهو ارضاء الله سبحانه وتعالى,ودي بصراحة من اهم النقط.
دمت لدينك نافعا.

١٤ فبراير ٢٠٠٩ في ٣:٥٠ ص  

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخى الغالى :
شرفت بزيارتك وتعليقك المميز
عجبتنى مدونتك حيث أنها تحتوى على معلومات قيمة وأول مرة أعرفها
تحياتى
ويسعدنى التواصل معك

١٤ فبراير ٢٠٠٩ في ٤:٤٥ م  

لأخوة الكرام أعضاء رابطة مدونون من أجل فلسطين


تتشرف اللجنة التأسيسية للرابطة أن تدعوكم


إلي حضورإجتماعاً مصغراً على الكنفرانس


وذلك في تمام الساعة العاشرة من مساء يوم الاحد القادم 15/02/2009


وذلك على ايميل الرابطة bloggersforpalestine@yahoo.com


وذلك لمناقشة الأعمال المقترح القيام بها فى الرابطة ومناقشتها معكم


وايضا دراسة بعض الاقتراحات المقدمة من الاعضاء


وذلك من اجل النهوض برابطتنا والعمل على نشرها واستمرارها


وللأهمية يرجى الحضور وعدم التغيب



الامين العام للرابطة

١٥ فبراير ٢٠٠٩ في ٣:٤٣ ص  

واللهي هقولك يا بيسو
انا استفدت اني عرفت كتير عن السيره الذاتيه للشيخ حسن البنا
طبعا هي غير كافيه لتكوين وجهة نظر عنه لانها من زاويه واحده بس
بس اكيد طبعا استفدت خاصة اني معرفش كتير عنه

تحياتي

١٥ فبراير ٢٠٠٩ في ١٢:٢٥ م  

السلام عليكم ,

و رحم الله الإمام حسن البنا ,

بالفعل الواحد حاسس إنه كان علم , شخصية صعبة التكرار في علو الهمة و الصبر في سبيل الله ,

رحم الله الجميع

---------------
ملحوظة , ياريت تكبر حجم الخط شوية في المدونة لأنه صغير قوي :) ,

تحيتي

١٥ فبراير ٢٠٠٩ في ١:٣٩ م  

رحمه الله رحمة واسعة

وما أحوجنا إلي هذه القاعدة التي باتت عزيزة المطلب كنجوم السماء

قد تتسع صدور الكثيرين لليساريين والعلمانيين بل ولغير المسلمين ولا تتسع صدورهم لإخوانهم الذين يوافقونهم الهدف من نشر (لا إله إلا الله) ويخالفونهم الطريق


فليت ابناء الحركة الإسلامية يحرصون علي العمل في مناطق المصالح المشتركة.. ويتفرغون للعدو المشترك

ثم يترك كل واحدٍ منهم الآخر يبني علي طريقته وبقناعاته التي يتعبد لله بها

نسأل الله أن يخلف الأمة بأمثال الإمام همة ونشاطاً وعزما


تقبل تحياتي أخي الحبيب

١٥ فبراير ٢٠٠٩ في ٣:٠٥ م  

جزاك الله خيرا كثيرا


ابشرك بأن المرء يحشر مع من احب


ونحسبه من اهل الجنة

تقبله الله فى الصالحين فقد ارتقى الى الله شهيدا فى مثل هذه الايام

اغتالوه لانه علم الناس ان يعيشوا للاسلام بعد ان علمهم يعيشوا بالاسلام

اغتالوه لانه دعى اهل السلطان الى الحكم بما انزل الله وعمل على ان يفهموا دينهم على حقيقته واطلعهم على مسؤلياتهم امام خالقهم تجاه رعاياهم

اغتالوه لانه ارعب اليهود فى فلسطين بجهاد اتباعه الصادقين على ارضها المباركة

اغتالوه لان الشعب احبه ووثق به وبدعوته الواضحة السلسة الطاهرة

اغتالوه لانه لم يكن ممن يشترى بالمال او المنصب

اغتالوه لانه احب الله ورسوله ولم يعدل بحبهم احدا ولا شيئا

رحمه الله وتقبله فى الشهداء ونشر دعوته ومكن لها ولو كره المنافقون

بارك الله فيك واجزل لك المثوبة

١٦ فبراير ٢٠٠٩ في ٩:٣٨ م  

أحسب أن الفائدة الكبرى أن نكون "عمليين"

وللإمام البنا رسالة بهذا العنوان:

"هل نحن قوم عمليين"؟

١٧ فبراير ٢٠٠٩ في ٧:٥٥ ص  

أزال المؤلف هذا التعليق.

١٧ فبراير ٢٠٠٩ في ٧:٥٦ ص  

إرسال تعليق

<< Home