مدونــة البحـــر

الثلاثاء، ١٣ يناير ٢٠٠٩

17/ غزة .. شكراً جزيلاً لكِ




اعرفهم منذ عام أو يزيد ، هم زملاء لأخي طالب الثانوية العامة ، دارت بيننا الكثير من النقاشات والحوارات ، وجلست معهم مرات عديدة ، وقد كنت أتفاجأ واندهش في كل جلسة جديدة عن الجلسة السابقة

قد تتسائلون بغرابة عن سبب ذلك
؟؟؟

لكن عندما تعلمون أنى عندما كنت اجلس معهم لم تكن تدر بينهم أي حوارات ، إلا عن "المزز و البنات" و "آخر الأفلام والمسلسلات" و "احدث الأغاني والرنات" .. فسيزول استغرابكم

حقيقة لم تكن تشغل أدمغتهم الصغيرة غير تلك الحوارات و القضايا السطحية المُلهية

كنت في بعض الأحيان أحاول أن أدير دفة الحديث عن أي قضية مهمة أو حتى غير مهمة ، ولكن محاولاتي كلها كانت تبوء بالفشل بعد دقائق قليلة بعد عودتهم إلى لغوهم السابق والمكرر


بل انهم في بعض الأحيان كانوا "يجروني" إلى الحديث معهم في بعض من قضاياهم الساخنة بأسئلتهم الخبيثة - بصفتي طالب جامعي - .. عن عدد البنات اللي كلمتهم قبل كده في الكلية ؟؟ .. وعن كام واحدة وقعتها ؟؟ -على أساس أن الحب حفرة عميقة- .. وعن كام واحدة قلشتها ونفضتلها؟؟


كانوا يستقون أفكارهم و ثقافاتهم من الأفلام العربية الهابطة ، والتي تحي لك بأن الحياة الجامعية في الجامعات المصرية ما هي إلا عملية لتبادل الكشاكيل بين الزملاء والزميلات ، والتي تحوي بين طياتها يا إما على "جواب غرامي" أو "وردة حمراء" أو على اقل تقدير "منديل معطر"


كانوا يعيشون في دنيا غير دنيانا ، ويحلمون بأحلام خيالية غير واقعية ، و غير قابلة للتحقيق
..


حتى جاءت غزة
.
والتي بدورها قلبت الموازين ، وصححت المفاهيم ، و أفرزت لنا الخبيث من الطيب


قابلتهم منذ أيام قليلة ، بعد السلام ، سألني أحدهم : عن آخر الأخبار ؟؟ .. ظننته يقصد آخر الأخبار الفنية والغنائية ، وبعد الاستيضاح ، تبين انه يقصد أخبارك يا غزة


و سأل آخر : عن عدد الشهداء؟؟ .. ظننته يقصد عدد قتلى آخر أفلام رامبو ، و التبس عليه اللفظ ، وبعد الاستيضاح ، تبين انه يسأل عن شهداءك يا غزة


و سأل ثالث : عن سماعي لآخر التصريحات ؟؟ .. ظننته يقصد آخر تصريحات تامر حسني بخصوص ألبومه القادم ، وبعد الاستيضاح ، تبين انه كان يقصد آخر تصريحات مجاهديك يا غزة


لا تلوموني في سوء ظني ، فقد كان حالهم أسوا

بعدها بأيام فوجئت بأحدهم يصلي بجانبي في مسجد السيد البدوي يوم الغضب من اجل غزة ، وفوجئت بآخر يسألني عن كيفية الذهاب لمدينة رفح المصرية ومنها لغزة ، بحكم أن لي تجربة سابقة ، رغم أنها لم تكلل بالنجاح


ومنذ يومين تقابلت مع أحدهم ، اخبرني عن أمنياتهم و أحلامهم .. فقال

فلان عاوز بعد ما يخلص الثانوية يقدم حربية و بيتمنى أن ربنا يكرمه ويقبلوه عشان هو نفسه يبقى ضابط ويحارب الصهاينة ويموت شهيد

أما فلان فعاوز يخش هندسة عشان بيقول انه عاوز يعرف أسس بناء الأنفاق عشان يساعد إخوانه في غزة ببناء أنفاق لهم بطول الحدود عسى أن تساعد في إدخال ما يحتاجونه من مسلتزمات المعيشة وهم تحت الحصار - قلت في نفسي بدون أن أقاطعه : وهو الحصار وغلق المعبر هيستمر لسنوات أخرى .. دي تبقى فضيحة وجريمة كبرى -..

و فلان و فلان و فلان
.
كانت كلماته كلها تفيض بالخير والجمال ، وتبعث على الثقة والفخر والإطمئنان

تركته .. وأنا اردد أنشودة جميلة لأطفال مصر الصغار .. يقولون فيها

ماهزمتوناش هزمتوا فينا ضعفنا ** ماكسرتوناش كسرنا خوفنا بنفسنا
وعرفنا مين عدونا ** و مين معانا وضدنا
وان كنتوا قتلتوا مننا ** ماحدش بيتعلم بلاش

آه يا جيل و صحاه الزمن ** رضع الصلابة من المحن
بكرة هيدفعوا التمن ** دم اللي راوحوا ماهوش بلاش

فعلا .. دم اللي استشهدوا ماهوش بلاش

شكراً لغزة و أبطال غزة الذين يسطرون أروع ما يمكن أن يسجل في تاريخ الإنسانية
.
شكراً لأبناء غزة الذين جعلوا أهل الأرض قاطبة يرون الحقيقة
.
شكراً لأمهات غزة و لأطفالها الذين يروون بدمائهم زيتوناً ستعيش عليه أجيالنا نحن التوافه الذين اكتفينا بحمل رايات التنديد في الشوارع
.
شكراً غزة فقد كشفتي لنا عن تفاهتنا و رفعتي كل غطاء عن منافقونا
.
شكراً غزة فقد أثبتي أن لا سلام بالاستسلام و أن لا خيار إلا المقاومة
.
شكراً غزة إذا بذرتي بذوراً ستنمو و إن طال الزمان


غزة .. شكراً جزيلاً لكِ
posted by أحمد سعيد بسيوني at ٨:٣٣ م

15 Comments:

شكرا لك اخى على هذه التدوينة
بجد انا سعيدة بالى حصل للشباب دول
فعلا وراء كل المحن منح كثيرة
عليك انك تقف جنبهم عشان مش يرجعوا تانى للطريق اللى كانوا ماشين فيه
ربنا يثبتهم على الطريق الصح

١٣ يناير ٢٠٠٩ في ٩:٢٤ م  

الله أكبر ولله الحمد
تلك مبشرات يا أخى الكريم
لن تضيع دماء اخواننا ودماء نسائهم وأطفالهم ستظل تلك الدماء الزكية محركا للعالم أجمع
حتى يعلم من هم المسلمون بحق
سعدت بهم جدا وبكيت من فرحتى بهم ربنا يزيدهم إيمانا ويجعلهم جيل النصر المنشود إن شاء الله
جزاك الله كل خير وتقبل الله منك

١٣ يناير ٢٠٠٩ في ٩:٣٨ م  

يا سلاااااااااااااااااام
تصدق انا مش مصدق نفسي
دي لحظه تاريخيه
اخيرا موضوع سياسي هتفق معاك فيه
وكمان عن غزه
الحمد لله

فعلا بجد معدنا كلنا مبيبانش غير في الازمات والمحن وبيظهر المعدن الحقيقي
حتى اللي بيشرب مخدرات في لحظة الجد هتلاقيه انسان تاني خالص

وفيه وعي بدا يظهرعند الناس فعلا
ليه برده واحد صاحبي عارف اسم رئيسنا بالعافيه
لقيته برده بيسالني عايز يعرف تفاصيل واحكيله وافهمه ايه اللي بيحصل

اللي مفرحني كمان ان مفيش حد من دول استشهدله حد من اهله زي اهل فلسطين
صعب جدا تلاقي حد ممتلوش حد مقرب ليه

يعني الناس اللي اتاثرت بالموضوع دي كمان هنشوف منها اكتر من كده لو الحرب دي حربنا
وبتهيالي ده كان موجود ايام حرب 73

احييك على الموضوع الجميل ده
واتمنى اني مختلفش معاك تاني ولو اني مظنش يعني
بس هو امل وحلم

تحياتي

١٤ يناير ٢٠٠٩ في ١:٣٨ ص  

فعلاً.. شكراً حبيبتي غــزة

********
فعلا بوست مميز جدا ومعبر من أروع المواضيع اللي قريتها عن غزة

********
دمت ودام قلمك المبدع
تحياتي..

١٤ يناير ٢٠٠٩ في ١٠:٠٨ ص  

متشكر جدا جدا ليك يا أحمد
ماتعرفشي الموضوع ده شرح صدري أد ايه

محمود أبوالعزم

١٤ يناير ٢٠٠٩ في ٢:٤٨ م  

معسكر القسام
واجبات عملية
لقد قمت بترجمت كلمات الأخ الكريم أبو خيري " كلمة حق " إلي واجبات عملية نعمل بها إلي أن نكون في معسكر القسام كمدونين خصوصا ومن أراد أن يعرف واجباته العملية كفرد عادي دون تخصص المدونين عليه أن يرجع إلي"
1: علي كل مدون أن يدعوا إلي فتح باب الجهاد فورا ويضع له ما يعبر عن هذا في مدونته.
2: علي كل مدون يريد أن يكون في معسكر القسام أن يضع علي الشريط الجانبي دعوة إلي المقاطعة ويصمم بنر أو شعار لهذه المقاطعة ويضعها علي مدونته.
3: علي كل مدون أن يدعوا الجميع إلي الجهاد بالمال وذلك أيضا عبر مدونته.
4: علي كل مدون أن يدعوا إلي فتح معبر رفح وذلك عبر مدونته.
5: علي كل مدون أن يدعوا الجميع إلي قولة الحق والغضب علي هذه الأنظمة الفاسدة.
6: علي كل مدون أن يدعوا الجميع إلي العودة إلي الإسلام مرة أخري.
7: علي كل مدون أن يدعوا إلي معرفة القضية معرفة جيدة ومعرفة تامة.
هذا وبالله التوفيق

١٤ يناير ٢٠٠٩ في ٦:٠٣ م  

سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
نعم اخي الكريم مازال هناك امل وكما قال صلي الله عليه وسلم
"الخير في وفي امتي الي ان تقوم الساعة"
والجهاد يحرك النفوس والعزائم والمحن تظهر المعدن الطيب من الخبيث ولازال في امتنا الطيب بإذن الله
بارك الله فيك
وجزاكم الله خير

١٥ يناير ٢٠٠٩ في ٣:٢٥ م  

جزاكم الله خيرا
لا بد من تضحية ليفيق باقي الأمة فالأمه لا تحتاج الى فقط قائد ربانى بل الى جيل ربانى

١٥ يناير ٢٠٠٩ في ٥:١٢ م  

إنها والله لبشريات ومبشرات ..

تدوينة رائعة .. تبعث على الأمل ..

هدى الله شباب وفتيات المسلمين جميعاً
..

بارك الله فيك يا دكتور


مبروك عليكم المزبلة ..

شاركونا التعليق على الصورة في بلاوطن

١٥ يناير ٢٠٠٩ في ٨:٥٣ م  

انتبهوا ياسادة
جلا جلا
قردة وخنازير وحمير وفئران بيحتلوا ارض الاسلام فى كل مكان
جلا جلا
وقود جهنم يحكموا اهل القران
جلا جلا
مرتزقه وشحاتين يحكموا اهل التوحيد والعزة
جلا جلا
لقطاء وفاجرة ومشتتين يحكموا اهل الطهر والايمان
جلاجلا
واتفرج ياسلام على المسلم فى كل مكان

١٥ يناير ٢٠٠٩ في ١٠:١٥ م  

السلام عليكم

ربنا يبارك في عمرك ابننا الكريم
لا تعرف كم كنت أحتاج لما كتبته

فأنا أرى حولى الاشفاق عليهم لا يتجاوز الشفاة وكنت في أمس الحاجة لأسمع عن تغير حقيقي حدث من هذه المحنة

ورائعة أيضا كلمات الأنشودة
فهنيئا لك بأصحابك الجدد
فالآن عطر مسكك ومسك غزة أصابهم

١٦ يناير ٢٠٠٩ في ٥:٣٨ ص  

يا عم دول اهون كتير انا كنت بتكلم مع واحد صاحبى عن فلسطين وأخوه الصغير قاعد معانا عنده ساعتها حوالى 18سنه فى وسط الكلام جبنا اسم صلاح الدين الايوبى لقيته بيبص لينا بعجب وبيسألنى هو يطلع مين ده
ومن غير مبالغه وهو واصحابه ولا يعرفو صلاح الدين ولا سيدنا ابراهيم ودى كانت فى مرة تانية والله من غير مبالغة كل اللى يعرفوه عمر دياب وافلام اللى بالى بالك فيها...وربنا يستر

١٦ يناير ٢٠٠٩ في ٤:٢٦ م  

نسيت اقولك انا محمد الشرقاوى

١٦ يناير ٢٠٠٩ في ٤:٢٩ م  

كم أتمنى أن يظل الحال هكذا

ولكن أخاف أن "ترجع ريما لعادتها القديمة" بعد الإنتهاء من الحرب على غزة
وحتى انتظار غزة أخرى!

١٦ يناير ٢٠٠٩ في ٤:٤٧ م  

السلام عليكم اول زياره للمدونه وبجد الله يكرمك ونسمع ومنك اخبار حلوه كده علطول
تحياتى بزيارت مدونتى لسه بفكر
بطوووط

١٦ يناير ٢٠٠٩ في ٧:٥١ م  

إرسال تعليق

<< Home