مدونــة البحـــر

الجمعة، ٢٠ يونيو ٢٠٠٨

دعوهم .. يرحمكم الله


قام مسرعاً بعد أن سلم مباشرة وقبل أن نـُسلم نحن - فقد كان إمامنا - وقبل أن يختم الصلاة ولو بتسبيحة ، وأخذ " الخيزرانة " والتى كان يخبئها في خزانة المسجد وإتجه نحوهما


كانا طفلان صغيران لا يتجاوز عمريهما السبع سنوات


طالبهما بفتح ايديهما وعندما أبيا خائفين ، إنهال على أرجلهم ضرباً وسط صرخاتهم ودموعهم الغزيرة


غلى الدم في عروقي وإحتقن وجهي وتوترت أعصابي ، وهممت بأن أقوم أشجع رأسه جزاء فعلته الغبية والتي لا أجد لها أي مبرر على الإطلاق


تمالكت أعصابي بصعوبة ، وختمت الصلاة بسرعة و


- لو سمحت ... حضرتك ليه عملت كده


نظر إلي بإستغراب ، فقد كانت أول مرة أصلي في هذا المسجد ولم يرني أو اره من قبل

- إنت مش عارف عملوا ايه


زويت بين حاجبي مستغرباً

- وما هي العمله البشعة اللي قاموا بها ليستحقوا هذا العقاب


- ماكنتش سامع الازعاج اللي كانوا عاملينه طوال ماحنا بنصلي


- إزعاج .. اي إزعاج !!! انا ماكنتش سامع أي حاجة خالص ... وبعدين حتى لو كانوا عاملين إزعاج هيجي ايه جنب أصوات العربيات اللي جي من بره الجامع وجنب الأصوات المختلفة اللي حوالينا ، وبعدين دي مش طريقة تربية ، وعمرها ما كانت طريقة سليمة للتوجيه والإرشاد


نظر إلي بإستغراب وكأنه أول مرة يسمع هذا الكلام

- يا أستاذ ... دي مش أول مرة ولا هتكون آخر مرة ، العيال دي على طول بيجوا يعملوا إزعاج ودوشه للمصلين ، وعمرهم ما هيتربوا إلا كده ، أنا عارف العيال دي

قاطعنا أحد الإخوة الأفاضل والذي كان يستمع إلى الحوار قائلاً

- يا سيدي الفاضل ... الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بيقول في الحديث الشريف " علموهم لسبع واضربوهم عليها لعشر" أو كما قال عليه الصلاة والسلام ، يعني تربية وتعليم وإرشاد 3 سنوات ، وزي ما إنت عارف السنة فيها 365 يوم ، واليوم فيه 5 صلوات ، يعني المفروض انك تصبر عليهم 3*365*5 = 5400 مرة ، إنت صبرت عليهم كام مره ، وبعدين إنت كده بتزرع فيهم الخوف والخضوع والإنكسار من صغرهم ، وتحبط فيهم قيم العزة والكرامة والتعامل برقي وتحضر


تمتم الرجل بكلمات غير مفهومة وانصرف


حدثت معي هذه الواقعة في بداية الأجازة الصيفية ، حيث ينتهي الأطفال من إمتحاناتهم ، فيقضون وقتهم بين اللعب والجري والتنطيط ، والجميل منهم أن يفكروا في دخول المسجد والصلاة ، فهل ننهرهم ونمنعهم أم نحثهم ونشجهم على ذلك ، فينشأ فيهم من صغرهم حبهم للمسجد ويزداد تعلقهم به


أذكر عندما كنا صغار وكنا ندخل الجامع فنجد " القـيـم " - بتشديد الياء - لنا بالمرصاد ، يصرخ فينا ويطردنا بل قد يضربنا ، مما قد يرسب في نفسية الطفل الصغير عـُقد عديدة تجاه المسجد وتجاه من يصلون فيه


الكلام كثير جداً في هذا الموضوع ولكن بإختصار أقول ، رجاء ... دعوا هؤلاء الأطفال الصغار وشأنهم


اللهم لا تجعلنا أسباباً للتنفير عن دينك دون قصد منا ، وإجعلنا من الداعين إليه بالحكمة واللين والموعظة الحسنة

posted by أحمد سعيد بسيوني at ٨:٢٩ م

15 Comments:

السلام عليكم ورحمة الله

حقيقي موضوع هام جدا يا وكثيرا ما يحدث أمامنا في كل وقت

أنا معاك ومعترض جدا على ضرب هؤلاء الأطفال
ولكن .. يحدث عندنا وفى صلاة الجمعه والمسجد الذي أصلى فيه من المساجد الكبيره والشهيره .. مش هاقول لك شهير عشان ايه

المهم الولاد الصغيرين عندنا كتييييييير جدا زي الرز بصراحه وتلاقيهم في الجزء العلوي للمسجد بيلعبوا وصوتهم فعلا عالي جدا .. طب جايين المسجد لإيه؟
لازم كل بيت يرسخ في أبنائه احترام المسجد ودي أنا شايفها مهمة الأم اللي بدل ما تقول للواد قوم روح الجامع عشان تريح دماغها من لعبه في البيت .. لازم توصيه وتعلمه آداب المسجد ويروح مع والده أولا وحبه في حبه هيتعلم

بالنسبه لموضوع الضرب ده يا أحمد
أذكر عندما كنت صغيرا وضربني أحد الشيوخ .. شيخ سنا فقط وليس شيخا كما نقول على العالم
المهم الراجل ده أنا كرهته وكنت لما أشوفه وأنا طفل صغير يمكن في حدود عشر سنين .. كنت بتمنى أموته

بس سؤال بقه
هو الأخ الفاضل اللي قاطع حديثكم .. قال موضوع الأرقام ده بالشكل ده

لو قاله كده فده أكيد أكيد .. خريج تجاره هههههههههه

مهمتنا كلنا اننا نرسم صوره واضحه راقيه لديننا

شكرا لك علي اثارة الموضوع

تحياتي ليك .. ولا تنسانا من دعواتك

٢٠ يونيو ٢٠٠٨ في ٩:٣٠ م  

رااااااااائع بجد

الموضوع مهم جدا

وبتنرفز جدا من الشيوخ اللي بيزعقو
للاطفال

سبحان الله

ده المفروض يعطوهم هدايا علشان يشجعوهم


دي مش تربيه


الله المستعان

٢١ يونيو ٢٠٠٨ في ١٢:٣٥ ص  

ونتسال يوما بعد يوم

اين المصلون؟؟

ونحن ننقش في الصخر بعدم الدخول

"التعليم في الصغر كالنقش على الحجر"

وعجبي

٢٢ يونيو ٢٠٠٨ في ١:٠٧ م  

بسم الله
أخ أحمد
لفته طيبة/ وموضوع مهم
ثبتنا الله وإياكم على الخير

٢٢ يونيو ٢٠٠٨ في ٣:٢٠ م  

السلام عليكم
موضوع هااااااااااااااام جداااااااااا
ربنا يبارك فيك
يا ريتنا كلنا والاخوة مرتادي المساجد يلفتوا نظر القائمين في المساجد على ترغيب الاولاد في انهم يدخلوها
دلوقتي عاملين في المسجد جنبنا تحفيظ قرا لمدة شهرين والعيال بتيجي تصلي وبعدها يقعدوا يحفظوا حاجة تفرح اوي شكلهم وباسعار رمزية والشيوخ متطوعة وبيعملوا جوايز وتحفيز للاطفال
ليه القادرين ماديا واللي عندهم وقت ما بيشجعوش الاولاد كدة خاصة في الاجازة
بحلم والله
ربنا يبارك فيك وفعلا عندك حق
تحياتي

٢٣ يونيو ٢٠٠٨ في ٧:١١ م  

لفتة طيبة

وموضوع هام جدا

والفكرة الرئيسية التي يجب التنبيه إليها
هي كيفية التعامل مع الفئات العمرية المختلفة

ومخاطبة كل بما يناسبه

ثانيا
الربط بين ما نعلمه وما نفعله
فكثيرا ما ندرس ونقرا ونتعلم
وعند التطبيق كان شيئا لم يكن

ثالثا
الايجابية وهذا ما قمت به فيجب الا نكتفي بالتضجر من سلوك معين

رابعا
اسلوب الحوار المتبع مع المخطئ
وان كنت اجدت في انتقاء الاسلوب الهادئ الرزين واجاد معاونك
فان الكثيرين يغفلون عن هذا ويضيعون الحق بسوء القول


نهاية
جزيت خيرا
ونسال الله التوفيق والسداد في كل امورنا

٢٣ يونيو ٢٠٠٨ في ١١:١١ م  

مبارك فى مصلحتك دائما ......جديد على مدونة القسام

٢٤ يونيو ٢٠٠٨ في ٩:٤٧ ص  

هو فعلا يا احمد الموضوع ده انا معاك فيه ، فعلا أي تصرف غلط مع الأولاد الصغار في المسجد بيسيب عقده عندهم من المسجد وممكن ما يخلهمش يخشوا المسجد تاني إلا لما يكبروا ، ويكرهوا الناس الملتزمين

أذكر في هذا المجال قصة حصلت معي وأنا صغير كنت أتنافس مع أحد الأصدقاء وكان أكبر مني بثلاث سنوات تقريبا مين مننا اللي يصلي في الصف الأول خلف الإمام مباشرة ، وصادف وجود والد هذا الصديق وللأسف كان من أفاضل الناس ولما أقيمت الصلاة رجعني ورا وترك ابنه معاه في الصف الأول بصراحة لم أنسى هذا الموقف له حتى الآن مع ما أكنه له من احترام وتقدير

ولكن في نفس الوقت دور الأب مهم جدا لأنه لا يمكن ترك الولد الذي لم يكمل الخمس أو الست سنوات يذهب للمسجد بدون تعليمه آدابه بل أنا أرى أن على الأب أن يصطحب ولده للمسجد ويصلي بجانبه لا أن يتركه في الصف الأخير وكأنه لايعرفه إلا في حالة وجود من يعلمه من الشباب الملتزمين

جزاك الله خيرا على الموضوع ووفقنا وإياك في الامتحانات

تحياتي

٢٤ يونيو ٢٠٠٨ في ١٠:٢٩ م  

جزاك الله خيراً أخي علي تلك الكلمات والنصائح الغاليه ..

بس زي مالازم نكون رفيقين في معاملة الصغار وعدم ضربهم طبعا..
لازم كمان نعلمهم آداب المسجد..

........
وبشكرك علي زيارتك الغاليه لسفينه،علي فكره سفينه متقدرش تستغني عن البحر عشان كده اتمني متغيبش ابداً وتنورني دايماً..
........
خالص تحياتي

قبطان

٢٥ يونيو ٢٠٠٨ في ١١:١٢ م  

السلام عليكم ورجمة الله وبركاته
احب اقولك ان الموضوع ده من اهم المواضيع اللى ممكن الواحد يتكلم فيها
ولازم فعلا نحبب الاطفال فى المساجد مش نضربهم
وجزاك الله كل خير اخى الحبيب
اخوك فى الله
خالص تحياتى ليك

٢٦ يونيو ٢٠٠٨ في ١٢:٢٦ ص  

للأسف ..
المشهد ده بيتكرر كتير عندنا برضه
بالذات من كبار السن
و اخيرا جه شيخ محترم قال يا جماعة بلاش الطريقة دي .. الولد لو خرج من الجامع دلوقتي ممكن ما يدخلهوش تاني خالص لما يكبر ..

و المسجد ليس مكانا للعبادة فقط كما يظن الكثيرون .. هو مكان للعبادة فقط وقت العبادة .. أما في غير وقت العبادة فقد يكون مكانا للهو أيضا كما كان الأحباش يفعلون و رسول الله و السيدة عائشة يشاهدان ...

و إن كنت لا أغفل دور الأسرة السيء في إطلاق الأطفال كده ..

المفروض يبقى فيه توجيه برضه من الأسرة ,,
حد كبير يروح معاهم يصلي .. أي حاجة ..

شكرا جزيلا للموضوع ... الحرج !!

٢٨ يونيو ٢٠٠٨ في ٧:٣٨ ص  

السلام عليكم
الحقيقة احيي حضرتك .. موضاعاتك متميزة فعلا
و الله يا فندم اوافق حضرتك تماما في كل ما قلت
و سبحان الله يعني
الم يكن الاطفال في عهده صلى الله عليه و سلم يحتطبون في المسجد
اكيد مكنش وقت الصلاة .. بس المسجد مش مكان صلاة و بس
المسجد مكان للنهضة
جزاكم الله خيرا

٢٨ يونيو ٢٠٠٨ في ١:٠٨ م  

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

موضوع هايل مبدئياً

الفكرة ان فعلا الراجل مش فاهم وجهة نظرك وبناء عليه بيتصرف من منطلق الغيرة علي الدين ورغبته في عدم التشويش علي اخوانك المصلين
وتذكر ان هناك أناس لا تخشع في صلاتها بالرغم من كونها تصلي بمفردها أو حتي اذا كان الصوت حولها منعدما فمابالك بمضايقات الأطفال التي تؤدي الي السرحان وعدم التركيز وتشتيت الفكر وبالتالي عدم الخشوع

أتفق معك كلامك صحيح تماما

لكن لابد من طريقة ليفهم الرجل كلامك

تحيااااااااااتي

٢٩ يونيو ٢٠٠٨ في ١:٢٦ ص  

للاسف
نسى حديث الرسول عليه الصلاة و السلام اللى بيقول

لاعب طفلك سبع و علمهم سبع و صاحبهم 7

كتير فاهمين الاسلام صيام و صلاه و بس

١ يوليو ٢٠٠٨ في ١٠:٢٩ م  

السلام عليكم

فعلا يا اخى كان يجب ان يطرح هذا الموضوع من زمان فكم نرى هذا التنفير من بيوت الله

اين هم عندما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس معه الحسن والحسين ويلعبون وهو يخطب فى المسجد ومع ذلك كان يحنو عليهم

نفسى نتخلق بخلق الرسول ولا ناخذ الظاهر فقط

لو كنا بنعمل كده ماكانش ده بقى حال الامه

اللهم ارحمنا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا

٢ يوليو ٢٠٠٨ في ٥:٢٤ م  

إرسال تعليق

<< Home