مدونــة البحـــر

الخميس، ١٤ يناير ٢٠١٠

وتخرج الفحل




بسم الله الرحمن الرحيم



"مش هناديك بيا دكتور .. ولكن يا مشروع دكتور ، فإنت لسه ماتخرجتش ، لما تبقى تتخرج من الكلية هأبقى أقولك يا دكتور"



كان ذلك الأستاذ المربي الفاضل / لطفي عوض -مدير مدارس الجيل المسلم بالغربية- عندما كنت في زيارة لأحد الأصدقاء المرضي في المستشفى ، وقابلته هناك



يضيف : أنا بنتي في طب برضه ، وماكنتش بانده عليها غير يا مشروع دكتورة ، لحد ما نجحت واتخرجت فبقيت بأنادي عليها يا دكتورة



كان ذلك في بدايات العام الدراسي الثالث في الكلية ، لم تكن تلك الجملة أول ما دار بيننا من حوار ، ولكن كانت بدايته صدامة وغير متوقعة



بعد أن دلفت عليهم غرفة الزيارة ، فاجائني بقوله : بسم الله ما شاء الله عليك طويل و فحل



لحظات دهشة صامتة ، ثم جاء الرد : طويل ومعروفة ، لكن فحل أزاي ، دا أنا ما أكملش خمسة وسبعين كيلو ، وبعدين الكلمة دي يعني مش ..



قال مقاطعاً : يعني إنت أحسن ولا رسول الله



قلت : إيه دخل ده في موضوعنا



قال : عندما تقدم سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لخطبه السيدة خديجة -رضي الله عنها- ، وسُأل عمها عن الخاطب الجديد فقال : "هو الفحل لا يُجدع له أنف" ، يعني الكُف الكريم الذي لا يُعاب ولا يُرد



علمت حينها أني أمام قامة لغوية وفكرية كبيرة ، وسُعدت كثيراً بكلمته التي إستأت منها في البداية


بعد جلوسنا بفترة سألني عن : عصابتي!؟



قلت : حضرتك تقصد أصحابي فلان وفلان وفلان



قال : أيوة ، عصابتكم دي



بعد أن طمأنته على أخبارهم ، قلت له : بس حضرتك إحنا شلة مُسالمة ، يعني مش قطاع طرق ، عشان حضرتك تقول علينا عصابة و...


لم يدعني أكمل ، وقال : إنتم أحسن ولا الصحابة



بدون تردد : الصحابة طبعاً ، بس ..



مقاطعاً : إنت ما سمعتش في السيرة النبوية في غزوة بدر ، عندما رفع الرسول صلى الله عليه وسلم يديه إلى السماء مُناجياً رب العالمين ، قائلاً : اللهم إن تُهلك هذه العصابة -يقصد الصحابة المجاهدين- فلن تُعبد في الأرض بعد اليوم


كان -رحمه الله- ينتقي كلماته وألفاظه بدقة متناهية ، وكانت إستدلاته جميعاً من القرآن والسنة



تحدثنا بعدها لبرهة ، ثم إستاذنت في الإنصراف ، فقام مودعاً ، وقال لي رحمه الله كلمة لا أنساها -فهي بالنسبة لي وسام شرف وفخر- : " ربنا يكرمك ، أنا متنبئ لك بأنك هتكون دكتور ناجح إن شاء الله"



توفى رحمه الله أيام إمتحانات السنة الدراسية الرابعة ، وكان من تمام كرم الله وفضله علي أن وفقنى إلى حضور جنازته المهيبة التي حضرها المئات من المحبين ، وعلى رأسهم المهندس سعد الحسيني - عضو مجلس الشعب وعضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين ، والدكتور القصبي زلط - نائب رئيس جامعة الأزهر سابقاً ، والشيخ عبدالعظيم الخلفي من شيوخ الدعوة السلفية في الغربية



أتذكر هذا الموقف وهذا الحوار بعد مرور سنوات عليه ، وبعد مرور سنوات على وفاته -رحمه الله- ، وبعد أن تحقق المشروع واكتمل في هذا اليوم الأربعاء ، يوم آخر إمتحان في السنة النهائية بكلية طب طنطا


..
.
إنها أيام تاريخية .. لا تنسى



4/2/1987 .. يوم مولدي



3/7/2003 .. آخر يوم في إمتحانات الثانوية العامة



24/9/2003 .. أول يوم حياة جامعية



13/1/2010 .. آخر يوم في إمتحانات كلية الطب



اللهم لك الحمد حتى ترضى ، ولك الحمد بعد الرضى ، ولك الحمد أبداً أبدا


الله أكبر ولله الحمد



***
بإنتظار سلسلة .. من أرض الحرب
خلال الأيام القادمة .. إن شاء المولى عزوجل


posted by أحمد سعيد بسيوني at ١:٠٢ ص

9 Comments:

أول كومنت يا ( دكتور )

لأول مرة يا أحمد أعدك - بإذن الله - بأن يكون لي تعليقين على موضوعك هذه المرة

مرة أهنئك فيها بنهاية امتحاناتك وتخرجك وتفوقك إن شاء الله - تفاءلوا بالخير تجدوه

والمرة القادمة يوم الاثنين القادم عند انتهاء امتحاناتي إن شاء الله لأعلق على الأستاذ الفاضل مدير مدرسة الجيل المسلم - رحمه الله

هنيئا لك ومبارك ( ينفع الاتنين يبقوا جنب بعض )

وعقبالنا ... يارب

١٤ يناير ٢٠١٠ في ٢:٠٠ ص  

أسعدكم الله بالنجاح قريبا كما اسعدكم بالانتهاء من مشوار الالف ميل.

١٤ يناير ٢٠١٠ في ٢:٢٠ ص  

ربنا يبارك فيك يا دكتور ويتمم هذا الامر بالخير لك ولك الممتحنين

تهنئة ممتدة لحين ظهور النتيجة بإذن الله وان شاء الله تحمل اخبار سعيدة لك ولك الناس يا رب

تحياتى

١٤ يناير ٢٠١٠ في ٤:٥٧ ص  

مبارك عليك يا ( مشروع دكتور ..:))

١٤ يناير ٢٠١٠ في ٩:٠٣ ص  

السلام عليكم
شارك معنا فى حمله مليون توقيع
لاللجدار لا للحصار
وفقكم الله

١٥ يناير ٢٠١٠ في ١٢:٢٠ ص  

ألف مبروك يا ابو حميد



تانى مرة اباركلك اهو



متنساش بس تدعيلى لغاية يوم الاربع

واعتبرنى زى خطيبتك
ههههههههههههههههههههههه

١٥ يناير ٢٠١٠ في ٧:٢٥ م  

مبارك لك ان شاء الله وهنيئا لنا جميعا وربنا يتمها علينا كلنا الفرحه الكبيره يوم النتيجه ان شاء الله.....بجد يادكتور احمد حكايتك كلهاشيقه

١٧ يناير ٢٠١٠ في ٥:٢٧ م  

مبرووووووووك يا دكتور أحمد

لك هدية في بلا وطن

١٨ يناير ٢٠١٠ في ٤:٤٦ م  

ألف مبروك يا اخ أحمد بقولهالك من كلّ قلبي والله ..

ياااااااااااااااارب
عقبااااااالناااااااااااااا ..

تسقط الجراحة والنساء والولادة ، وكلّ مضادات السعادة ..

عقبال العروسة يا أخ احمد انت والأخ عمر ومختار وعبدالباسط
وووو

بقة العصاااابة ...

أظنكم ستتحفلون بنجاحكم بـ عمل دوري فيفا محترم ..
ولا ايه ..
ياريت تبقى تتصل بينا نحتفل معاكم ..



مبروووووووووووووووووووووووكoo.com

١٩ يناير ٢٠١٠ في ٨:٠٦ ص  

إرسال تعليق

<< Home