مدونــة البحـــر

الأربعاء، ١٦ سبتمبر ٢٠٠٩

قصاصات صائم 3

بسم الله الرحمن الرحيم

..

.

قصاصات 1 .. من مذكرات صائم


قصاصات 2 .. من مذكرات صائم

..

.

قصاصات 3 .. من مذكرات صائم


**بين نارين .. والحل الأمثل**

في مسجدنا يتجمع عدد كبير جداً من الأطفال والصغار للصلاة ، ولكن الأمر لا يقتصر على الصلاة وفقط ، بل يُصاحب الصلاة عادة الكثير من "اللعب والإزعاج والفوضى"

احترنا بسببهم بين نارين .. نار طردهم من المسجد ومطالبتهم بعدم العودة إليه مجدداً ، ونار احتمال ما يقومون به ، وما يقومون به ليس بهين

حتى جاء الحل على يد احد الإخوة الأفاضل ، فقد تبرع بعدم الصلاة نهائياً مع الجماعة مقابل تحمل المسئولية الكاملة عنهم ، بينما يقضي صلاته منفرداً بعد انتهاء الجماعة

جزى الله خيراً الأخ فقد قام بصفهم في صف واحد طويل في مؤخرة المسجد طوال الصلاة ، بينما يقوم هو طوال الوقت بمراقبتهم والمرور عليهم ، فيُـقدم رِجل هذا ، ويُـعدل من رأس ذاك ، ويغلق فم ثالث ، ويرفع يد رابعٍ للدعاء ، وقد جعل لهم جوائز و حوافز لأحسنهم صلاةً وانتظاماً

وكان هذا هو الحل الأمثل



**المرء قليل بنفسه .. كثير بإخوانه**

فرغت يوماً بعد صلاة التراويح فجلست أمام التلفاز ، وإذا باتصال من صديق : هنيجي نقرأ قرآن عندك الليلة ، جهز الشاي والكنافة على ما نيجي

وتحولت الساعة .. من ساعة لهو إلى ساعة طاعة



**الأوبن بوفيه .. كفر بالنعمة**

دُعيت في احد الفنادق للسحور ، وهناك كان الـ "أوبن بوفيه" ، أمامك أصناف وأشكال مختلفة من الطعام و بكميات كبيرة ، فتجد الجميع وقد ملأ الصحون والأطباق بالكثير والكثير ، بينما لا تتسع أجهزتنا الهضمية إلا للقليل ، و تُرمى البقية المتبقية في الأطباق في الزبالة

عند شعب اليابان الغير مسلم تجد فهماً و وعياً بكمية الطعام المناسبة في الوجبة ، وعدم طلب أو وضع ما يزيد عن الحاجة ، بينما تجد العكس –للأسف- عند شعوبنا المسلمة ، –راجع سلسلة "خواطر 5" لـ احمد الشقيري حول هذا الموضوع-



**اكتفاء ذاتي**

في الأيام الأولى من الاعتكاف ، كنا نأكل من طهي الطباخ ، الذي لم يكن مُجيداً في مهنته ، بعد يومين زادت الشكوى من الطباخ واستفحلت فاستلزم الأمر تغيره

اقترح احد الإخوة فكرة الاكتفاء الذاتي بالطبخ في بيوتنا ، بما يعني تقاسم تصنيع الأكل على زوجات المعتكفين ، فهذه تصنع لنا أرزاً ، وتلك متكفلة بـ"الطبيخ" ، وثالثة مسئولة على طهي اللحوم ، وبذلك يكون قد أكلنا طعاماً طيباً جميلاً ، و وفرنا أجرة طباخ


**مسلم عربي .. فلك الحمد**

حمدت ربي حمداً كثيراً عندما كنت أشاهد النقل المباشر للصلاة من الحرم النبوي الشريف ، و أتابع الترجمة لكلمات القرآن الكريم أسفل الشاشة .. فهذه الترجمة قد تحمل للمُتلقي المعنى ، ولكنها لن توصل إليه أبداً الشعور المختلف الذي يتذوقه كل ناطقٍ بالعربيةً

سبحان الذي نزله بلسان عربي مبين


**أين نحن من فهم ابن المبارك**

قال لي : "بسم الله ما شاء الله على فلان ، كل سنة بيروح يعتمر في رمضان ، وربنا كارمه آخر كرم" ، لم أجد رداً مناسباً عليه إلا هذه القصة ، فرويتها له باختصار


كان عبد الله بن المبارك – رضي الله عنه – يحج عاماً ويغزو في سبيل الله عاماً آخر، وفي العام الذي أراد فيه الحج ، خرج ليلة ليودع أصحابه قبل سفره ، وفي الطريق وجد منظراً ارتعدت له أوصاله ، واهتزت له أعصابه !!

وجد سيدة في الظلام تنحني على كومة أوساخ وتلتقط منها دجاجة ميتة.. تضعها تحت ذراعها.. وتنطلق في الخفاء.. فنادى عليها وقال لها: ماذا تفعلين يا أمة الله؟

فقالت له: يا عبد الله – اترك الخلق للخالق فلله تعالى في خلقه شؤون ، فقال لها ابن المبارك : ناشدتك الله أن تخبريني بأمرك

فقالت المرأة له : أما وقد أقسمت عليّ بالله .. فلأخبرنَّك : فأجابته دموعها قبل كلماتها : إن الله قد أحل لنا الميتة..أنا أرملة فقيرة وأم لأربع بنات غيب راعيهم الموت واشتدت بنا الحال ونفد مني المال وطرقت أبواب الناس فلم أجد للناس قلوبا رحيمة فخرجت ألتمس عشاء لبناتي اللاتي أحرق لهيب الجوع أكبادهن فرزقني الله هذه الميتة .. أفمجادلني أنت فيها؟

وهنا تفيض عينا ابن المبارك من الدمع وقال لها: خذي هذه الأمانة وأعطاها المال كله الذي كان ينوي به الحج.. وأخذتها أم اليتامى، ورجعت شاكرة إلى بناتها. وعاد ابن المبارك إلى بيته، وخرج الحجاج من بلده فأدوا فريضة الحج، ثم عادوا، وكلهم شكر لعبد الله ابن المبارك على الخدمات التي قدمها لهم في الحج

يقولون: رحمك الله يا ابن المبارك ما جلسنا مجلسا إلا أعطيتنا مما أعطاك الله من العلم ولا رأينا خيرا منك في تعبدك لربك في الحج هذا العام

فعجب ابن المبارك من قولهم، واحتار في أمره وأمرهم، فهو لم يفارق البلد، ولكنه لا يريد أن يفصح عن سره وفي المنام يرى رجلا يشرق النور من وجهه يقول له: السلام عليك يا عبدالله ألست تدري من أنا ؟ أنا محمد رسول الله أنا حبيبك في الدنيا وشفيعك في الآخرة جزاك الله عن أمتي خيرا

يا عبد الله بن المبارك ، لقد أكرمك الله كما أكرمت أم اليتامى .. وسترك كما سترت اليتامى ، إن الله – سبحانه وتعالى – خلق ملكاً على صورتك .. كان ينتقل مع أهل بلدتك في مناسك الحج .. وإن الله تعالى كتب لكل حاج ثواب حجة وكتب لك أنت ثواب سبعين حجة



**قرعة إفطار**

نحن عشرة إخوة -4 أولاد و6 بنات- ، والوالد والوالدة حفظهما الله ، اتصل بنا احد الأقارب الفضلاء يوماً في رمضان ، وقال : إحنا عازمين قاريبنا كلهم ، و انتوا طبعا من ضمهم ، ولكن بما إن عددكم كبير، فقد عملنا قرعة على اللي هيجي المرة دي ، والبقية إن شاء الله في عزومة تانية ، والقرعة رست على فلان وفلانة وفلانة .. ألخ

بعد إن انتهت المكالمة ، وزُف إلينا الخبر ، سكت الجميع لبرهة غير مصدقين ، وما لبثت التعليقات الساخرة إلا وهطلت بغزارة كالمطر ، فقالت إحدى الفائزات بالقرعة : "أنا أول مرة ربنا يكرمني ويبقى لي حظ في حاجة" ، بينما قالت أخرى : "أنا سمعت قبل كده عن قرعة الحج وقرعات تانية كتير ، بس أول مرة اسمع عن قرعة إفطار" ، بينما توسل ثالث لإحدى الفائزات بأن تـُبدل معه بأن يذهب هو هذا الإفطار بينما تذهب هي مكانه في المرة القادمة لأنه مش "ضامن عمره"

واتفق الجميع على الاعتصام وعدم الذهاب ، تحت شعار "لنشبع مع بعض .. لنجوع كلنا " ، وحتى لا يتحقق فينا المثل : جعت يوم جاع الثور الأبيض
..
.

اللهم سلمنا إلى رمضان ، وسلم رمضان لنا ، وتسلمه منا متقبلا
posted by أحمد سعيد بسيوني at ٣:٢٥ ص

12 Comments:

ايه اخبار الروحانيات في الليالي المباركة دي؟ ربنا يتقبل ان شاء الله

بسم الله هنفتح التعليقات
بين نارين والحل الامثل/
والله السنادي الحمدلله في مصلي النساء مكنش فيه اطفال ودوشة وكده يمكن عشان غيرت المسجد السنادي , عندي اخواتي الولدين انطردوا من اول يوم اعتكاف لاقيناهم جايين بباطاطينهم بمخداتهم بشنطهم بحالهم يا عيني,. في ايه يا بني انت هو ؟ ..عمو فلان قالينا روّحوا ومتجوش تاني ..عنده حق دول يجننوا بلد

المرء قليل بنفسه ..كثير باخوانه
فعلا والله ..الصحبة بتفرق والطاعة بتحلي مع الجماعة

الاوبن بوفيه ..كفر بالنعمة
تبذير طبعا وكفر بلا شك

اكتفاء ذاتي
عندنا في حد بيطوع وبيقوم بالمهمة دي وساعات بيكلفوا الزوجات ..عادي والدتي عملت محشي قبل كده هههه

مسلم عربي فلك الحمد
انا كمان من المهتمين بمتابعة الترجمة ..والحمد لله طبعا ان القرآن نزل بالعربية

اين نحن من فهم ابن المبارك؟
للأسف كتير مننا عنده قصور في فهم الدين لكن ده دورنا بقي يا استاذ احمد ان احنا نفهم الناس الدين صح زي ما كان الجيل الاول من لاصحابة فاهمينه ولا ايه؟

قرعة افطار
ماشاء الله ربنا يبارك في عيلة حضرتك
اللهم آمين
بهنيك علي الاسلوب المميز في الطرح وروح الفكاهة اللي بيطرد الملل عن القارئ
تحياتي

١٦ سبتمبر ٢٠٠٩ في ٥:٣١ ص  

مش بقوللك جامد يا بيسو؟؟

الله عليك يبنى

رامى سعده

١٦ سبتمبر ٢٠٠٩ في ١:٣٣ م  

ربنا يتقبل منا رمضان

بس حلوة قرعة الفطار دي

هههههههههه

عمارة

١٧ سبتمبر ٢٠٠٩ في ١٢:١٠ ص  

كل سنة وإنت طيب يابرنس

قصاصاتك بقرأها دايما أول بأول ولو إنى مبقتشى بلمح عندى أى أوفلاينز ليهم خااااالص

تحياتى

١٧ سبتمبر ٢٠٠٩ في ٢:٣٧ ص  

جميل جدا

من اروع الاشياء اللغة العربية
والقرآن عندما يتلى
سمعت مرة احد الشيوخ الشيعة كان يحكي سيرة احد أأمتهم , كان يقولها كما يتلى القرآن , ولكن لم تصل معشارسحر القران

الحمد لله إني مسلم عربي

وعجبني جدا موضوع القرعة
بس اعتقد تصرف غير جيد
خير خير خير
ربنا يبارك فيك
وكل عام وانت بخير

١٨ سبتمبر ٢٠٠٩ في ١:٠٠ ص  

جميلة يا احمد فعلا
وكل سنة وانت طيب
وعقبال ما نتعزم عندكم كده كل سنة
هههههههههههههه


وحشنى بجد

وشد حيلك فى المذاكرة

١٨ سبتمبر ٢٠٠٩ في ٢:١٦ م  

السلام عليكم ..
كل عام وأنتم بخير ..

قصاصات جميلة جدااا

ذكرتنى بماكان يفعله أبي وأمي معنا إذا دعينا على طعام .. نحن سبعة (3بنات و 4 أولاد ) كان أبي يقول لنا سنأخذ هذه المرة فلان وفلان وفلانة مثلا ، والمرة القادمة ناخذ من بقى في البيت ... حتى أصبحنا نفضل أن يذهبا سويا وأن نبقى نحن في البيت ...
فقط نتألم حينما يعتقل أبي ونضطر إلى أن نقسم أنفسناإلى مجموعتين وذلك لصعوبة أن نذهب كلنا للزيارة مرة واحدة .. فتبقى أمى هي الثابت في كل زيارة ونحن نتغير مرة ومرة بالتناوب ..

:)

جزاك الله خيراً

١٨ سبتمبر ٢٠٠٩ في ٦:٥٣ م  

صحيح
الحمد الله انك معملتش قرعة مع اصحابك
هههههههههههه

١٩ سبتمبر ٢٠٠٩ في ٦:١٤ ص  

عارف يااحمد من ضمن الحاجات
اللى مزعلنى من انتهاء رمضان
حرمنا من هذه القصاصات
اصلها بجد ممتع وانت بتحكيها بطريقة جميلة
ربنا يتقبل منك صالح الاعمال
وكل سنة وانت ووالدك ووالدتك واخواتك
بالف خير
وصحيح يااحمد دايما كنت بدعى لك
انت وعرفة ومصطفى بنجاوتى
او الله انتوا الثلاثة مع بعض
وشيدوا حيلكم ولو بتكلم مصطفى
او بتشوفوه سلم عليه كثير
وانا دخلت عيدت عليه فى مدونته
ربنا معاكو ياابنى

١٩ سبتمبر ٢٠٠٩ في ٧:٢٠ ص  

تقبل الله منا ومنكم
كع عام انتم بخير

١٩ سبتمبر ٢٠٠٩ في ١١:٣٣ ص  

كل سنة و انت طيب يا دكتور
و عيد سعيد عليك و على العائلة كلها


و بصراحة عجبتنى جدا بين نارين دى
و الفكرة بصراحة رائعة
و ربنا يجازبه كل خير الاخر اللى اتبرع دا
و أكيد ربنا هيجازيه خير

و كمان قصة ابن المبارك
ياريت فعلا يكون عندنا فقه للدين و للاولويات


دمت بكل خير

١٩ سبتمبر ٢٠٠٩ في ٢:٥٢ م  

بسم الله الرحمن الرحيم

الفاضلة المسلمة الحرة

تقبل الله طاعاتكم وكل عام وانتم بخير

عيد مبارك عليكم

أسعد جدا بتعليقكم الذي يكاد يقارب الموضوع الأصلي طولاً واستفيد منه بلا شك

بارك الله فيكم ودمتم بخير


***
دكتور رامي

كل سنة وأنت طيب يا حبي

وعقبال السنة الجاية كده ما تكون عريس

قول يا رب


***
د احمد عمارة

بارك الله في عمرك

كل عام وانت بخير


***
دكتور رامي شهاب الدين

وأنت بألف صحة وسلامة يا غالي

مش عارف اية حكاية الاوفلايز اللي مابتظهرش عندك رغم أني بأبعت اللينك للجميع

دمتم في أمان الله

وعقبال ما أشوفك العام القادم وقد تحقق لك ..اللي في بالي

بإذنه تعالى

دمتم في سعادة


***
الفاضل فتوح

كل سنة وانت طيب وعقبال العام القادم ما تعيد في بلدك وبين اهلك وناسك

يسر الله لكم أموركم


***
دكتور عرفة اللي فاضحنا على الملأ

واحشني يا رجل

عيد سعيد عليك وعلى العائلة الكريمة

ولا تنسانا من دعائك

وبلاش حكايةالقرعة مع اصحابي دي عشان انت اول واحد هتتقلش

ههههههههه

دمتم بود


***
الفاضلة اسراء

كل عام وأنتم في خير وصحة وسعادة وهناء

أتمنى أن أسمع أخبارا جيدة عن الوالد الغالي

أتمنى أن يصل سلامي وتحياتي الحارة له

فك الله أسره ، وأعاده إليكم سالماً معافى

وإن شاء الله تعالى يعيد معاكم عيد الأضحي

آمييين

سعيد جدا بزيارتكم وتعليقكم

دمتم في أمان الله وحفظه

***
الغالية أم مالك

بارك الله لكم في عمركم ورزقكم القول الطيب والعمل الصالح

أتمنى أن لا تنسونا من صالح دعائكم في الأيام القادمة لأنها أيام غاية في الصعوبة

تقبل الله منكم

وكل عام وأنتم بخير


***
مهندس الحسيني

تقبل الله منكم

وكل عام وانتم بخير


***
الدكتورة سول

وأنت بألف صحة وسلامة ونسمع عنك كل جميل يارب

لا تنسونا من صالح دعائكم

دمتم في أمان الله ورعايته

٢٠ سبتمبر ٢٠٠٩ في ٢:١٨ ص  

إرسال تعليق

<< Home